قصة الاستماع : جيراني كأهلي للصف الثاني الابتدائي :
ذَاتَ صَبَاحٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ اجْتَمَعَ أَبِي مَعِي أَنَا وَأِّمي
وَأُخْتِي الرَّضِيعَةِ، وَقَالَ لَنَا: اجْتَمَعْتُ مَعَكُمُ اليَوْمَ لِأخْبِرَكُمْ
بِخَبَرٍ جَدِيدٍ، لَقَدْ تَمَّ نَقْلِي فِي العَمَلِ إِلَى مُحَافَظَةِ أسْوَانَ، وَهُنَاكَ العَدِيدُ مِنَ الاخْتِيَارَاتِ؛ إمَّا أَنْ أُسَافِرَ وَحْدِي وَأَعُود
إِلَيْكُمْ فِي العُطْلَاتِ وَالإِجَازَاتِ، وَإمَّا أَنْ نُسَافِرَ مَعًا
وَنَعِيشَ هُنَاكَ؛ فَمَا رَأْيُكُمْ؟
رَدَّتْ أِّمي سَرِيعًا: أَنَا أَرَى أَنْ نُسَافِرَ مَعًا، فَنَظَرَ
أَبِي إِلَيَّ وَقَالَ: مَا رَأْيُكَ أَنْتَ يَا يَاسِرُ؟ صَمَتُّ قَلِيلاً، ثُمَّ
قُلْتُ لَهُ:
أَنَا مَعَ رَأْيِ أِّمي، فَإِذَا سَافَرْتَ بِدُونِنَا فَسَنَفْتَقِدُكَ كَثِيرًا،
وَلَكِنْ ..
سَكَتُّ قَلِيلاً، فَرَدَّ أَبِي : وَلَكِنْ مَاذَا يَا يَاسِرُ؟ مَا
الَّذِي يَدُورُ بِعَقْلِكَ؟ قُلْ لِي وَلَا تَخَفْ، فَأَكْمَلْتُ قَائِلًا: نَحْنُ نَعِيشُ هُنَا يَا أَبِي فِي بَيْتِ العَائِلَةِ،
فَتَحْتَنَا جَّدي وَجَدَّتِي، وَبِجَانِبِنَا عَّمي وَأَوْلَادُهُ، وَهَذَا
يَجْعَلُنَا نَشْعُرُبِالأَمَانِ، خُصُوصًا وَأَنْتَ فِي العَمَلِ، فَهُمْ
يُسَاعِدُونَنَا، وَيَهْتَمُّونَ بِنَا، وَيَحُلُّونَ لَنَا أَيَّ مُشْكِلَاتٍ
نَقَعُ بِهَا؛ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهِمْ؟
هَزَّ أَبِي رَأْسَهُ وَقَالَ : مَعَكَ حَقٌّ يَا يَاسِرُ، فَأنَا
أَيْضًا أَشْعُرُ بِالاطْمِئْنَانِ بِوجُودِ أَهْلِي مَعِي وَلَكِنْ للأَسَفِ
عَلَيْنَا الاخْتِيارُ.
اخْتَرْنَا جَمِيعًا أَنْ نُسَافِرَ مَعَ أَبِي، وَنُجَّربَ خِبْرَةً
جَدِيدَةً فِي بَلَدٍ جَدِيدٍ.
فِي مَسَاءِ أَوَّلِ لَيْلَةٍ بِأسْوَانَ جَلَسْنَا مَعًا، فَقُلْتُ
لأَبِي: هَلْ تَعْلَمُ يَا أَبِي؟ لَقَدِ اسْتَقْبَلَنا الجِيرَانُ
اسْتِقْبَالًا رَائِعًا ؛ فَقَدْ أَحْضَرُوا لَنَا الغَدَاءَ، وَجَهَّزُوا
مَعَنا البَيْتَ، وَاشْتَرَوْا لِي لُعْبَةً جَدِيدَةً لَعِبْتُ بِهَا مَعَ
أَطْفَالِ الجِيرَانِ، فَأنَا سَعِيدٌ جِدًّا!
ذَاتَ نَهَارٍ، سَمِعْتُ صَوْتَ وَالِدَتِي وَهِيَ تَتَأَلَّمُ
فَجَرَيْتُ عَلَيْهَا فَوَجَدْتُ وَجْهَهَا أَصْفَرَ، وَجَالِسَةً عَلَى
الأَرْضِيَّةِ مُمْسِكَةً بِبَطْنِهَا، فَأَخَذْتُ أُفَّكرُ مَاذَا أَفْعَلُ
الآنَ؟
عَمَلُ أَبِي بَعِيدٌ وَلَنْ يَسْتَطِيعَ الحُضُورَ سَرِيعًا،
وَلَسْنَا فِي بَيْتِ العَائِلَةِ فَأَسْتَنْجِد بِجَّدي أَوْ جَدَّتِي أَوْ عَّمي، وَبَدَأَتْ
أُخْتِي فِي البُكَاءِ فَهِيَ جَائِعَةٌ.
فَقُلْتُ: سَأَذْهَبُ إِلَى الجِيرَانِ، وَجَرَيْتُ إِلَيْهِمْ
وَأَخْبَرْتُهُمْ بِمَا حَدَثَ فَتَحَرَّكُوا مَعِي بِسُرْعَةٍ، وَأَخَذَ أَحَدُهُمْ أِّمي
إِلَى أَقْرَبِ مُسْتَشْفى، وَكَلَّمَ الآخَرُ أَبِي لِيُقَابِلَهُمْ هُنَاكَ، وَأَخَذَتْنَا
إِحْدَى الجَارَاتِ أَنَا وَأُخْتِي لِنَجْلِسَ مَعَهَا، وَأَطْعَمَتْ
أُخْتِي فَهَدَأَتْ وَنَامَتْ، وَجَلَسْتُ أَلْعَبُ أَنَا مَعَ أَوْلَادِهَا
حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ الهَاتِفِ يَرِنُّ؛ إِنَّهُ أَبِي، فَقَدْ كَانَ مِنَ
المُسْتَشْفَى، وَأَخْبَرَنِي بِأَنَّ أِّمي بِخَيْرٍ.
رَجَعَ أَبِي وَأِّمي مِنَ المُسْتَشْفَى، وَقَالَ أَبِي: أَنَا
فَخُورٌ بِكَ يَا يَاسِرُ؛ فَأَنْتَ فَكَّرْتَ وَتَصَرَّفْتَ بِحِكْمَةٍ.
فَرَدَدْتُ: هَلْ تَعْلَمُ يَا أَبِي؟ أَنَا الآنَ أَشْعُرُ بِأَنَّ
جِيرَانِي كَأَهْلِي، لَا يُوجَدُ فَرْقٌ بَيْنَهُمْ؛ فَبِفَضْلِهِمْ مَرَّ
اليَوْمُ بِسَلَامٍ.
لمشاهدة الدرس بالصوت والصورة تابع الفيديو التالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق