قصيدة ( مأساة معلم )
بقلم الشاعر سامي أمين :
دخل طالب مطعما فوجد أستاذه الذي كان يدرسه يعمل طاهيا ( طباخا(
في نفس المطعم فقال هذه القصيدة
ماذا أقول وقد رأيت معلمي **** في مطعم الخضراء
يعمل طاهيا!
§
يا ليتني ما عشت يوماً كي أرى ***** من قادنا
للسُعد أصبح باكيا
لما رآني غض عني طرفهُ ***** كي لا أكلمُه ، وأصبح
لاهيا
هو مُحرجٌ ، لكنني ناديتهُ
***** يا من( أنرت الدرب) خلتك ناسيا!
§
فأجاب مبستما، ويمسح كفهُ ***** أهلا بسامي ، مثل
أسمك ساميا
§
إن كنت تسأل عن وجودي هاهنا *** فالوضع أصبح
بالإجابة كافيا
§
قطعوا الرواتب يا بني وحالنا ***** قد زاد سوءاً ،
بعد سوءٍ خافيا
§
الجوع يسكن بيت كل معلم **** والبؤس درساً في
المدارس ساريا
§
إن لمتني عما فعلت مصارحاً ***** فإليك أطرح يا
بُنّي سؤاليا
§
إن عدت للتدريس أين رواتبي؟ **** أو كيف أطعم يا
رعاك عياليا
§
أو كيف أدفع للمُؤجر حقهُ ؟ ***** إن جاء يطلبني
ويصرخ عاليا!
§
أو كيف أشرح للعيال دروسهم ***** وأنا أفكر كيف
أرجع ماشيا!
§
أو كيف أُعطي من تميز حقهُ ***** وأنا أفكر ما
عليَّ وما ليا؟
§
الغني أصبحَ سَيٍّداً ***** والطالب أصبحَ قاضِيَا
§
وَأنا المُعَلٍّمُ لَمْ أعِشْ ***** في العمر يوماً
سالِيَا
§
أفنيتُ عمري في العمل ***** ما كُنتُ يوماً عاصِيَا
§
إن غِبتُ يوماً مُرغَماً ***** رَفَعَ المُدِيرُ
غِيابِيَا
§
و مُوَجِهي إنْ زارَني ***** ما كانَ يوماً راضِيَا
§
سَرَقَ اللُّصوصُ رواتبي ***** شَلُّوا حُقوقي وَ
مالِيَا
§
بِنْتي تَموتُ مِن الأَلَم ***** وَالإبنُ يَمشي
حافِيَا
§
مِن أجلِ أطفالي أبيع ***** عَيني وَ قَلبي راضِيَا
§
يا مَن ستقرأ قِصتي ***** أرسِل إليٍّا الشارِيَا
§
فالعلمُ أصبحَ هَيٍّنٌ ***** والجهلُ أصبحَ عالِيَا
§
من ذا يلوم مُعَلِماً ***** إن صار يعمل شاقِيَا
§
أو عاملاً في ورشةٍ ***** أو في المطاعِمِ طاهيَا
§
أو إن رآهُ بِمسجِدٍ ***** ماداً يَديهَ وَ باكِيَا
§
أو إن رَآهُ وَ طِفلَهُ ***** بَينَ القمامة
جاثِيَا
§
يا من رَقَقْتَ لِحالَتي ***** إنٍّي لِعَونِكَ
راجِيَا
§
قُل لِلوزير قِصَتي ***** إن كان عَمداً ناسِيَا
§
قد جئت أرفع شَكوَتي ***** إن كان يُنصِفُ شاكِيَا
§
أرجوه تحسين رواتبي ***** إن كان عَنٍّي راعِيَا
§
فاللٍّهُ وحدهُ من يري ***** حالي ويعلم ما بِيَا
§
الجوع هَدًّ مَفاصِلي ***** والعَظمُ أصبح واهِيَا
للاستماع إلى القصيدة تابع الفيديو التالي
رابط القصيدة على
صفحة الشاعر سامي أمين
https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=1264166503619555&id=100000786533664
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق