قَالَتْ مُعَلِّمَةُ اللُّغَةِ العَربِيَّةِ:
«سَتَبْدَأُ مُسَابَقَةُ القِرَاءَةِ، اسْتَمِعُوا لِزُمَلائِكُمْ كَمَا
تَوَدُّونَ أنْ يَسْتَمِعُوا إلَيْكُمْ، وَتَذكَّرُوا أنَّ الأخْطَاءَ
فُرَصٌ للتَّعَلُّمِ، مُدَّةُ المُسَابَقَةِ أُسْبُوعٌ، ثُمَّ سَنُعْلِنُ
عَنِ الفَائِزينَ، وَالآنَ مَنْ يَوَدُّ المُشَارَكَةَ؟ ». رَفَعَ
حَازِمٌ يَدَهُ بَيْنَما يُفَكِّرُ فِي المُسَابَقَةِ
الِّريَاضِيَّةِ
فَاخْتَارَتْهُ المُعَلِّمَةُ: «هَيَّا
يَا حَازِمُ ابْدَأِ القِرَاءَةَ »، فَوَقَفَ
مُرْتَبِكًا وَقَرَأَ قَلِيلًا، وَأخْطَأَ كَثِيرًا، ثُمَّ
شَكَرَتْهُ المُعَلِّمَةُ: «شُكْرًا لِمُشَارَكَتِكَ، قِرَاءتُكَ عَلَّمَتْنا
الكَثِيرَ، وَمَعَ التَّدْريبِ سَتَتَحَسَّنُ .»
اخْتَارَتِ المُعَلِّمَةُ
رِضَا، وَبِالفِعْلِ وَقَفَ رِضَا بِثِقَةٍ وَتَنَفَّسَ بِهُدُوءٍ وَقَرَأَ
بِصَوْتٍ ثَابِتٍ وَمُرْتَفِعٍ، فَشَكَرَتْهُ المُعَلِّمَةُ: «أحْسَنْتَ
يَا رِضَا، قِرَاءَتُكَ جَيِّدَةٌ »، ابْتَسَمَ رِضَا وَتَمَنَّى: «أرْجُو أنْ
أكُونَ مِنَ الفَائِزينَ فِي المُسَابَقَةِ .»
فِي الفُسْحَةِ وَقَفَ حَازِمٌ أمَامَ رِضَا،
وَبَدَأَ يَسْخَرُ مِنْهُ، وَيُقِّلدُ قِرَاءَتَهُ أمَامَ
الجَمِيعِ وَيَضْحَكُ، فَغَضِبَ رِضَا بِشِدَّةٍ وَفَكَّرَ:
«مَاذَا أفْعَلُ؟ هَلْ أضْرِبُهُ أمْ أصْرُخُ وَأبْكِي؟ حَازِمٌ يُرِيدُنِي
أنْ أغضَبَ وَأثُورَ أمْ أسخَرَ مِنْهُ كَذَلِكَ
وَأكُونَ مِثْلَهُ؟
»، نَظَرَ رِضَا حَوْلَهُ فَوَجَدَ الجَمِيعَ
يَضْحَكُونَ مَاعَدا خَالِدًا، وَالَّذِي قَالَ: «لَا شَيْءَ
يُضْحِكُ، تَصَرُّفُكَ غَيْرُ لَائِقٍ يَا حَازِمُ، وَلِمَاذا
تَضْحَكُونَ جَمِيعًا؟ »، فَسَكَتَ الضَّحِكُ، والتَفَتَتِ العُيُونُ إلَى حَازِمٍ الَّذِي
ارْتَبَكَ وَتَفَاجَأَ.
تَنَفَّسَ رِضَا بِعُمْقٍ وَقَالَ: «أنَا
أتَدَرَّبُ كُلَّ يَوْمٍ مُنْذُ شَهْرٍ اسْتِعْدادًا للمُسَابَقَةِ،
وَأَرْجُو أنْ نَفُوزَ جَمِيعًا، وَالآنَ سَأذْهَبُ لِمَكتبَةِ
المَدْرسَةِ لأقْرَأَ كِتَابًا جَدِيدًا .
سَألَ خَالِدٌ حَازِمًا: «كَيْفَ سَتَشْعُرُ
إذَا كُنْتَ أنْتَ رِضَا وَأسَاءَ إلَيْكَ صَدِيقُكَ؟ »، فَكَّرَ حَازِمٌ
وَقَالَ: «سَأغْضَبُ جِدًّا ..»
قالَ لَهُ خَالِدٌ: «هَلْ أنْتَ سَعِيدٌ
وَرَاضٍ عَنْ تَصَرُّفِكَ الآنَ؟ »، هَزَّ حَازِمٌ رَأسَهُ
بِالنَّفْيِ، أكْمَلَ خَالِدٌ: «أنْتَ لاعِبٌ مُتَمَيِّزٌ لأنَّكَ تَتَدَرَّبُ جَيِّدًا، وَرِضَا
قَارِئٌ مُتَمَيِّزٌ لأنَّهُ يَقْرَأُ كَثِيرًا، كُلُّنا مُتَمَيِّزُونَ،
وَكُلُّنا مُخْتلفُونَ .
بَعْدَ الفُسْحَةِ مَدَّ حَازِمٌ يَدَهُ
لِيُصَافِحَ رِضَا، وَقَالَ: «لقَدْ تَصَرَّفْتُ بِشَكْلٍ لَا يَلِيقُ، سَامِحْنِي،
وَأتَمَنَّى لَكَ التَّوْفيقَ فِي مُسَابَقَةِ القِرَاءَةِ يَا
صَديقِي »، فَصَافَحَهُ رِضَا وَقَالَ لَهُ: «وَأنَا أقبَلُ اعْتِذارَكَ »،
صَفَّقَ التَّلامِيذُ جَمِيعًا لَهُما فِي سَعَادَةٍ وَحَمَاسٍ.
أخيرا إذا كان لديك أى استفسار أو تعليق أو اقتراح جديد يتعلق بالدرس
يرجى كتابته في التعليق أسفل المنشور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق